لنذهب إلى كهف يعده الكثيرون لؤلؤة الكهوف لأنه منجم مدهش لكن ليس للذهب ولا للألماس، إنما هو منجم لأشكال فنية تكونت عبر ملايين السنين!!
يتميز كهف ليتشوجييا بجيولوجيته الفريدة وتشكيلاته النادرة وأصله الغامض، فعلى خلاف باقي الكهوف ليس الماء الجاري هو من قام بنحت الصخور لينتج هذه التشكيلات الفريد، فالماء في ليتشوجييا راكد تماماً .. لكن هناك شيئا آخر من قام بذلك:
لقد كان السبب هو تآكل الصخر بفعل حمض الكبريتيك، وعندما حلل الأسيد هذه الصخور خلف ورائها ماده الجبس التي شكلت هذه الأشكال الكريستالية الفريدة
يعتبر الدخول إلى هذا الكهف محظوراً. ويسمح فقط للباحثين العلميين والتغطيات الوثائقية وفرق الاستكشاف، وقد يحتاج الإذن لدخوله لأكثر من 3 أشهر كما حدث مع فريق BBC عندما أرادوا تغطيه الكهف ضمن سلسلتهم Planet Earth.
كهف سراج الليل Waitomo Glowworm Cave
يحمل هذا الكهف اسم “سراج الليل” ويقع في جبال التمبورين في نيوزيلندا، ويتميز بوجود آلاف الديدان المضيئة من نوع Arachnocampa luminosa .
ولهذا الضوء وهذه الديدان قصة عجيبة وطريفة، لأن هذا الضوء الساحر هو وسيلة القتل! حيث تطير الأنثى لوضع البيض على سقف الكهف المظلم، وبمجرد فقس البيض فان اليرقات الفاقسة تتعلق لأسفل بواسطة خيط لاصق ينتج ضوءاً واضحاً في الظلام.
يقوم هذا الضوء بجذب حشرات من أنواع أخرى، لتدخل إلى داخل الخيط اللاصق فيتم افتراسها بواسطة يرقات الدودة المضيئة!!!
فَلا أُقْسِمُ بِالشَّفَقِ * وَاللَّيْلِ وَمَا وَسَقَ * وَالْقَمَرِ إِذَا اتَّسَقَ
فَلا أُقْسِمُ بِالشَّفَقِ * وَاللَّيْلِ وَمَا وَسَقَ * وَالْقَمَرِ إِذَا اتَّسَقَ
هذه الصورة التي قد تشعرون أنها مجرد رسمة بريشة فنان هي في الواقع صورة حقيقية لظاهرة طبيعية ساحرة اسمها “الشفق القطبي” أو “الأضواء الشمالية”.
الشفق القطبي هو ظاهرة ضوئية طبيعية تحدث في سماء المناطق القطبية، وهي ظاهرة سحرت الإنسان منذ زمن بعيد لدرجة أنها رُبطت بالأساطير وعالم الجن والأرواح أو حتى الآلهة عند بعض المُعتقدات.
وظلت ظاهرة الشفق القطبي لغزاً يحير العلماء لفترة طويلة حتى استطاعت ناسا حل هذا اللغز باستخدام خمسة أقمار صناعية ليكتشفوا أن السبب هو الآتي:
تقوم الشمس بإطلاق جزيئات عالية الطاقة تسمى أيونات، هذه الأيونات تسبح في الفضاء بسرعة كبيرة (تصل لما بين 300 و800 كيلومتر) لتشكل ما يعرف باسم الرياح الشمسية، وتعبر هذه الرياح القاتلة الفضاء مسرعةً لتضرب الأرض!
وعلى الرغم من أن هذه الرياح خطيرة جداً، إلا أن من بديع صنع الخالق -سبحانه وتعالى- أن جعل لكوكب الأرض مجالاً مغناطيسياً يحيط بها من كل الجوانب كدرع يحميها! وحين تصطدم الرياح الشمسية بهذا الدرع المغناطيسي تتشتت وينعكس جزء منها في الفضاء، بينما يُحبس جزء منها داخل خطوط هذا المجال المغناطيسي ليسير داخله حتى ينزل إلى طبقة الأيونوسفير. وأخيراً حين تصطدم هذه الجزيئات بالغازات الموجودة في طبقة الأيونوسفير تتوهج مسببة هذه العروض الضوئية المبهرة!
تخيلوا أن كل هذا الجمال ناتج عن رياح شمسية لو وصلت إلينا ستقتلنا!!
لا نستغرب أن يقسم بها الله - سبحانه وتعالى - في قرآنه الكريم بقوله :
( فَلا أُقْسِمُ بِالشَّفَقِ * وَاللَّيْلِ وَمَا وَسَقَ * وَالْقَمَرِ إِذَا اتَّسَقَ )
صدق الله العظيم