ضياء الشمس :
نأتي الآن إلى تعريف مهم : ما هو النشاط الشمسي ؟ من جهةً فإننا على إطلاعٍ جيد جداً عن شكل هذا النشاط ، خصوصاً بفضل الأجهزة الفضائية البارزة كالسوهو(قمر صناعي أوروبي) ويوهكوه (قمر صناعي ياباني) وغيرها العديد. فنستطيع يومياً أن نرى بوضوح ما يحدث في الشمس ، وفي كل طبقة من جوها " المتعدد الطوابق " .
يعتبر الوهج الشمسي أكثر الأحداث حيوية حيث يعطي نحو 1031 – 1032 أثناء الفاصل الزمني حوالي عشرات الدقائق . وتقسم هذه الطاقة بالتساوي بين الإبتعاث الإلكترومغنطيسي ( أشعة أكس والأشعة فوق البنفسجية ، والإبتعاث المرئي ) والطاقة المتحركة الخاصة بالجسيمات النسبية السريعة والناعمة( شريحة
. فكل هذه الطاقة بعد أن تنتشر في الفضاء تصل بشكل جزئي إلى الغلاف المغنطيسي للأرض وإلى جميع طبقات غلافها الجوي .
مظاهر النشاط الشمسي
لقد وجد أن التغير الحاصل فى الأشعاع الشمسي وفى الظواهر الشمسية عموماً ومن اشدها الأنفجارت الشمسية لها تأثير كبير على الأرض ومن يعيش عليها. ومن هذة التأثيرات وهي على صور شتى كالتأثير على الأتصالات السلكية واللاسلكية وكذلك التأثير على مسارات الاقمار الصناعية بلإضافة على محطات الكهرباء الأرضية وهذا مايظهر فى البلدان ذات خطوط عرض عالية مثل كندا وكذلك الوهج القطبي (شريحة 22-26). وقد أتخذ تأثير نشاط الشمس على مناخ الأرض أهمية كبيرة مع نهاية القرن العشرين بعد ثبوت تغير ثابت الإشعاع الشمسي مع دورة النشاط فى الشمس عن طريق رصد الإشعاع الشمسي بالأقمار الصناعية خارج الغلاف الجوي للأرض بداية من عام 1978 وذلك عن طريق القمر الأمريكي Nimbus7 ثم ما تلاه العديد من أقمار صناعية حتى الآن .
ويؤكد علماء المناخ أن تغير مقداره 5,.% (نصف فى المائة) فى قيمة الإشعاع الشمسي ممكن أن يؤدي إلى تغيرات مناخية كبيرة ولقد سجل القمر الصناعي SOHO تغير فى مقدار الإشعاع الشمسي مقداره 2,.% (2 فى الألف) وذلك خلال دورة الشمس الحالية (الدورة الثالثة والعشرين) الممتدة من 1996- 2006 .
وسنتناول في بحثنا هذا أهم أنواع ظواهر النشاط الشمسي والتي هي دلالة على وهج الشمس المتدفق وأنه متغير فى الكيف وفى الكم. ومنها البقع الشمسية-الأنفجارات الشمسية- الرياح الشمسية – السنة الهب (الشواظ الشمسي) .
البقع الشمسية (شريحة 4-5): تعتبر من أوضح الاشارات للنشاط الشمسي وهي تظهر كبقع داكنة على سطح الشمس تكون أحياناً واضحة للعين المجردة ، ولأنها تبعث اشعة أقل من الفوتوسفير الذي يجاوزها فإن درجة الحرارة فيها تكون أقل مما جاورها لأن الغاز الأقل حرارة يكون أقل إشعاعاً . فدرجة البقع تقريباً 3800 بينما حرارة الفوتوسفير المجاور تساوي تقريباً 5000 تحتوي البقع على مراكز داكنة تدعى منطقة الظل Umbra وتحاط بما يسمى بمنطقة أقل عتامة شبه الظل Penumbra . أما حجم البقع فقد يبدأ صغير ثم خلال أيام يزداد إلى أن تصل إلى حجم أكبر بكثير من حجم الأرض.
الرياح الشمسية(شريحة 7):
سيل عارم من الجسيمات تنطلق من الأكليل الشمسي , بحرارة مليون درجة وبسرعة 450 كم/ث. وتتجاوز الرياح مدار بلوتو (حوالي 5900 مليون كم). نرى من الشكل كيف تدفع الرياح وتشكل المفنيتوسفسرالأرضي .
الأنفجارات الشمسية(شريحة 11-13):
تعد الأنفجارات الشمسية هي أقوى الأنفجارات قاطبة في المجموعة الشمسية ، حيث تنطلق منها طاقة تصل إلى قرابة 20 مليون من القنابل النووية الكونية (ذات 100 ميجا طن ) إلى ما يقارب 3210 إرج , وذلك في فتره قدرها من 100 إلى 1000 ثانيه . ويمكن تعريف الانفجارات الشمسية على أنها انطلاق الطاقة المخزونة في المجالات المغناطيسيه، والتي تصل في الانفجارات الكبيرة إلى 3210 أرج في دقائق معدودة، وفى مساحة مقدارها 1810 سم2 (أي ما يقارب 10 ثواني قوسيه).ومع أن مقدار الطاقة الكبيرة جداً إلى أنها مقارنه بطاقة الشمس الكلية فهي تصل إلى 1\40 من الثانية من الطاقة المنطلق من الشمس . وعند مقارنه هذه الانفجارات مع تلك في النجوم الأخرى فأنها لا تقارن ، خاصة أن بعضها يظهر تأثيره في منحنيات الضوء لتلك النجوم التي لا ترى ولا ترصد سوى كنقط ضوئية على صفحه السماء.
الشواظ الشمسي:
وهو عبارة عن سحب غازية ما بين الكروموسفير والكرونا ذات كثافة عالية وحرارتها أقل من جاورها وتكون مرئية خلال فلتر أحادي كعلامات أو سحب داكنة تشق طريقها عبر الشمس ، وقد تمتد إلى 100,000 كم. وحرارتها أكبر بقليل من حرارة الفوترسفير، وقد يتسبب المغنطيسي أن يدفع هذه السحب الداكنة إلى عشرات أو آلاف الكيلومترات فوق سطح الشمس . عندما تكون السحب الداكنة على حافة الشمس فإن مقطعها على صفحة السماء يعطي أشكال ضخمة مرتفعة فوق سطح الشمس وتدعى بالشواظ الشمسي .إذا حصل وكانت السحب الداكنة على حافة الشمس نتيجة دورانها فإن لونها سوف يختفي ويحل محله شريط لامع جداً مقارنة بما يحيطه ويكون مندفع إلى الخارج وعندما تتغلب الجاذبية الشمسية على حركته فإنه يتساقط عاد إلى الشمس، وأحياناً يندفع على شكل قوس ينتهي طرفه الآخر إلى قرص الشمس ويصنف الشواظ الشمسي إلى نوعين هادي ونشيط.
خلاصة:
يتضح لنا مما ذكر سابقا أن الشمس تعد مفاعلا نوويا عملاقا يسبح فب الفضاء بسرعة كبيرة وله ضوء وطاقة وحرارة ذات أشكال شتى ومتغيرة في كمها وكيفها . وهي ليست قرص مضيئ ثابت الضياء, بل هو سراجا وهاجا.