الحمد لله Admin
عدد المساهمات : 732 نقاط : 2199 السٌّمعَة : 0 تاريخ التسجيل : 22/01/2014 العمر : 31 الموقع : المنصوره
| موضوع: أخبار كونية وجغرافية الجمعة فبراير 14, 2014 4:36 pm | |
| الحمد لله رب العالمين وأصلي وأسلم على سيدنا ونبينا محمد صلى الله عليه وسلم وآله وصحبه أجمعين أما بعد: فكيف تقوم الحجة بهذا الدين على الذين لا ينطقون بلغة العرب ولا يعرفون الإعجاز البلاغي في هذا الزمان؟ هل يجب عليهم أن يتعلموا اللغة العربية ويتقنوا علومها؟ أم أن الله سبحانه وتعالى قد رحمهم ورحم الأجيال كلها فأقام من الأدلة ما يكفي للبشرية كلها على اختلاف أجناسهم ولغاتها وأزمنتها وعصورها.معنا في هذه الحلقة البروفيسور بالمار من أشهر علماء الجيولوجيا في الولايات المتحدة الأمريكية، كان رئيس اللجنة التي أشرفت على الاحتفال المئوي للجمعية الجيولوجية الأمريكية. عندما التقينا معه وعرضنا عليه أوجه الإعجاز العلمي للقرآن والسنة. كان يندهش. وأذكر قصة لطيفة بدأت معه عندما قلنا له: إن القرآن يذكر أخفض منطقة في الأرض وبين أنها قرب بيت المقدس، حيث دارت المعركة بين الفرس والروم. كما جاءت الإشارة إلى ذلك في قوله تعالى: ﴿الم* غلبت الروم* في أدنى الأرض وهم من بعد غلبهم سيغلبون﴾(سورة الروم، الآية:1-3).وأدنى تأتي بمعنى أقرب، وتأتي بمعنى أخفض، والمفسرون رضوان الله عليهم ذهبوا إلى معنى "أدنى الأرض" أي أقرب الأرض إلى جزيرة العرب، ولكن المعنى الثاني أيضاً مقصود. وهكذا القرآن الكريم، اللفظ الواحد منه يحمل معاني كثيرة، كما وصفه الرسول صلى الله ليه وسلم بقوله: "أوتيت جوامع الكلم"(4).وعندما درسنا أخفض منطقة في الأرض وجدنا أنها هي نفس المنطقة التي دارت فيها المعارك ﴿غلبت الروم* في أدنى الأرض﴾. فلما قلنا هذا للبروفيسور بالمار، قال: لا… مناطق كثيرة هي أخفض من هذه المنطقة، وأخذ يذكر لنا مناطق في أوروبا ومناطق في أمريكا، فقلنا له: يا دكتور نحن قد تأكدنا من ذلك. فكان معه مصور جغرافي مجسم فيه الارتفاعات والانخفاضات، فقال: إذاً الأمر بسيط، هذا هو المجسم يبين لنا أخفض منطقة، فأدار الكرة الأرضية بيده – المجسمة- ووجه نظره على المنطقة المحددة وهي قرب بيت المقدس فإذا به يرى سهماً قد خرج من تلك الخريطة مكتوباً عليه أخفض منطقة على وجه الأرض. ثم بعد ذلك تحول بسرعة وقال: هذا كلام صحيح. ثم أخذ يشرح كما نرى الآن وهو يتكلم في الخريطة ويقول عن هذه المنطقة إنها أخفض منطقة في العالم.البروفيسور بالمار: إن هذا في الواقع يقول: أخفض منطقة في العالم بجانب البحر الميت.الشيخ الزنداني: لقد اندهش البروفيسور بالمار عندما وجد القرآن يصف الماضي كيف بدأ، خلق الأرض كيف بدأ، خلق السماء كيف، خرجت المياه من باطن الأرض كيف، أُرسيت الجبال كيف، خرجت النباتات كيف. كيف حدثت هذه الأحداث، ثم كيف يصف سطح الأرض اليوم ويصف الجبال ويصف ما عليها من ظواهر، ثم يصف الأحوال التي تمر بها الأرض، كما حدث بالنسبة لجزيرة العرب، بل ويصف ما سيكون عليه حال بلاد العرب، وما سيكون عليه حال الأرض.فقال: هذا الكتاب عجيب يصف لنا الماضي، ويصف لنا الحاضر، ويصف لنا المستقبل، ولكنه كغيره من العلماء، يقفون مترددين في أول الأمر ثم بعد ذلك يعلنون ما يعتقدون. ولقد قدم بحثاً في القاهرة حول الإعجاز في مجال علم الجيولوجيا، ثم ختم بحثه هذا بقوله: أنا لا أعلم المستوى الثقافي الذي كان عليه الناس في زمن محمد صلى الله عليه وسلم ولا أدري في أي مستوى علمي كانوا، فإذا كان الأمر كما نعرف عن أحوال الأولين والمستوى العلمي المتواضع والذي ليس فيه هذه الإمكانيات، فلا شك أن هذا العلم الذي نقرؤه الآن في القرآن هو نور من العلم الإلهي قد أوحي به إلى محمد صلى الله عليه وسلم. ها هو ذا ينهي بحثه بالتصريح التالي. البروفيسور بالمار: لقد قمت ببحث في تاريخ الحضارة المبكر للشرق الأوسط لأعرف إذا كان في الواقع قد وردت أنباء جادة كهذه، إذا لم يكن هناك سجل كهذا فإن هذا يقوي الاعتقاد بأن الله قد أرسل من خلال محمد صلى الله عليه وسلم مقادير ضئيلة من علمه اكتشفناها فقط في الأزمنة الحديثة، إننا نتطلع إلى حوار مستمر في موضوع العلم في القرآن في سياق الجيولوجيا.الشيخ الزنداني: نعم، هذا علم من أعلام الجيولوجيا في عالمنا المعاصر في الولايات المتحدة الأمريكية لا يتردد في أن يعترف ويقدم ويبين ولكنه بحاجة إلى من يوضح له الحقيقة، لقد عاش الغربيون وكذلك الشرقيون معركة بين الدين والعلم، وكان لا بد أن تحدث هذه المعركة، لأن كل الأديان قد حرفت وما بعث الله محمداً صلى الله عليه وسلم بالإسلام إلا لتصحيح ما أفسده هؤلاء. سيتساءل متسائل ويقول: وكيف سيقبل منا هؤلاء الناس ونحن في تخلف ونحن في بعد عن ديننا؟ أقول: إن العلم يفتح بصائر أهله، إنهم ينظرون إلى الحقائق ولا ينظرون إلى الصور، إن رصيد الإسلام اليوم هو هذا العلم والتقدم العلمي. فإن هذا العالم يحني رأسه إجلالاً لكتاب الله وسنة رسول الله r. ثم إن الفطرة التي فطر الله الناس عليها لا تطمئن إلا مع الإيمان. إن الناس بدون إيمان في قلق وضياع.ثم إن هذه الحرية التي يتمتع بها أهل الغرب تعين علماءهم على أن يقولوا الكلمة التي يعتقدونها، وهم لا يبالون ولا يحسبون أي حساب.وها هم كما سمعناهم في كثير من هذه الحلقات، يقرون ويعترفون بالمعجزة القرآنية الحية المتجددة إلى قيام الساعة. -------------------------------------------------------------------------------- (1) رواه البخاري في فضائل القرآن باب 1 حديث 4981عن أبي هريرة. (2) رواه مسلم في القدر باب 1 حديث 3 عن ابن مسعود. (3) رواه ابن ماجه، الفتن باب22 حديث 4019، والحاكم 4/540 وصححه. (4) مسلم 1/372 المساجد، حديث رقم 7و8. | |
|